استراتيجية ناجعة للبحث الزراعي
اعتمد مخطط المغرب الأخضر على التكوين الفلاحي وعلى البحث كرافعتين أساسيتين لتنمية القطاع الفلاحي وتعزيز قدراته وإمكاناته. انطلاقا من ذلك، تمت بلورة الاستراتيجية الوطنية للتكوين والبحث الزراعي(SNFRA) التي تهدف إلى تزويد القطاع الفلاحي، برؤية شاملة لرصد وتلبية الحاجيات من المؤهلات والمهارات، وتطوير البحث التشاركي الفعال من أجل خدمة الفلاحة المغربية. تهدف الاستراتيجية الوطنية للفلاحة بالمغرب إلى وضع نظام وطني فعال للبحوث الزراعية من أجل خدمة فلاحة تنافسية وتضامنية ومستدامة، وذلك من خلال:
معهد منتج في مجال البحث العلمي
تتكون المنظومة الوطنية للبحث الزراعي من العديد من المؤسسات، على رأسها المعهد الوطني للبحث الزراعي٠ وتتمثل المهمة الرئيسية للمعهد في تنفيذ برامج للبحث العلمي والتطويري، تستجيب لأهداف الاستراتيجية الوطنية للفلاحة. ويتولى المعهد الوطني للبحث الزراعي المهام التالية:
تنظيم ناجع
يقوم القسم العلمي بالإشراف على الأنشطة البحثية والعلمية داخل المعهد. يتألف القسم العلمي من ثمانية أقسام علمية، ومصلحة للبرمجة والتقييم، ومصلحة التعاون. تتولى الأقسام العلمية الثمانية مهمة توجيه وتخطيط وتنسيق ومتابعة وتقييم الأعمال البحثية التي تغطي مجالات تخصصاتها، مع الإشراف العلمي على الأبحاث المنجزة من طرف الباحثين. وعلى المستوى الجهوي، يتوفر المعهد على 10 مراكز جهوية للبحث الزراعي، يشرف كل واحد منها على مجال تخصص حسب خصوصيات الجهة التي يتواجد فيها.
تعتبر المراكز الجهوية للبحث الزراعي أقطابا للتميز، تهتم بالنظم الزراعية البيئية للمناطق التي تتواجد في نفوذها الترابي. وتتكون من مصلحة للشؤون الإدارية ووحدات للبحث، ومصلحة للبحث والتطوير، تلعب دور الوسيط بين المجالين الاقتصادي والاجتماعي، كما تتوفر على مكلف بالتواصل. يتوفر كل مركز جهوي للبحث الزراعي على ضيعات تجريبية، حيث تعمل على تنفيد البرامج التجريبية والبحثية، ونشر التكنولوجيا والإنتاج المتعلق بالأراضي غير المستغلة في التجارب والأبحاث.
ويبلغ العدد الإجمالي لهذه الضيعات التجريبية 23 محطة للتجارب تابعة للمراكز الجهوية العشرة للبحث الزراعي، والتي تعمل على برامج بحث متوسطة المدى (PRMT) اعتمادا على توجهات المركز الوطني للبحث الزراعي وشركائه الجهويين. تقوم برامج البحث متوسطة المدى بتنظيم الأنشطة البحثية داخل المعهد . وتأخذ بعين الاعتبار الإكراهات الفعلية التي يواجهها الشركاء في إطار الاستراتيجية الفلاحية، وحسب الحاجة إلى الأبحاث العلمية الاستشرافية التي يتم تحديدها عبر اليقظة العلمية ونتائج برامج البحث السابقة. يتم انجاج برامج البحث متوسطة المدى خلال أربعة سنوات، مقرونة بتقييم بعد سنتين من شروعها، وعملية تقييم أخيرة عند انتهاء المدة الزمنية، قصد إعداد التوجهات الجديدة لبرامج البحث المتوسطة المدى المستقبلية.
برامج توافقية
تنتظم برامج البحث للمعهد الوطني للبحث الزراعي وفق شعب ومجالات أفقية وتحدد بإشراك شركاء ومستعملي نتائج البحث الزراعي، وتهدف هذه البرامج إلى:
- إنتاج التكنولوجيا والابتكارات الناتجة عن الإنتاج العلمي؛
- توثيق الابتكارات والتكنولوجيا من خلال إصدار مختلف المنشورات: الكتب، الدوريات، المقالات العلمية، التقارير العلمية، دلائل الاستخدام، الدلائل العملية، تقارير الانشطة، الأوراق التقنية، ...) ؛
- نقل وتقاسم التقنيات المبتكرة التي ينتجها المعهد وعرضها (أيام الأبواب المفتوحة)، والتواصل بشأنها، والترويج لها، والتعريف بها عبر الإعلام وتسويقها من أجل تثمين هذه التقنيات والابتكارات بشكل أفضل والاسهام في تبنيها من قبل مستعملي نتائج البحث الزراعي: الوزارة الوصية، الشركاء، العاملون في مجال التنمية الفلاحية، المستشارون الفلاحيون، الهيئات البيمهنية، الصناعيون، الفلاحون، والجمعيات الفلاحية والقروية.
يقوم المعهد بدراسة مختلف القضايا والاشكالات التي تواجه الفلاحة المغربية، وخاصة تلك المرتبطة بالمجالات التالية: الفلاحة، المكننة الزراعية، حماية النباتات، البيئة، الموارد، الصناعة الغذائية والجودة، الاقتصاد وعلم الاجتماع القروي، الإنتاج الحيواني ، التحسين الوراثي، المحافظة على الموارد الجينية، والبحث والتطوير...
يتوفر المعهد الوطني للبحث الزراعي على 24 وحدة للبحث. تعمل كل وحدة للبحث حول تخصص علمي، أو حول نظام بيئي أو حول سلسلة من سلاسل الانتاج.
تعاون مثمر
بانفتاحه على شراكات متوازنة، ينخرط المعهد الوطني للبحث الزراعي في شراكات "رابح - رابح"، متعددة الأطراف ومتعددة الاتجاهات على المستوى المحلي لتمتد إلى المستوى الدولي والإقليمي. في إطار تبني مقاربة نظامية تعتمد على التشاور مع الشركاء الوطنيين والدوليين حول التحديات الآنية والمستقبلية للفلاحة المغربية، يقيم المعهد الوطني للبحث الزراعي علاقات شراكة وتعاون مع المؤسسات العلمية ويتفاعل وبشكل إيجابي مع جميع الشركاء، خاصة دول الجنوب لإقامة شراكة رابحة " جنوب – جنوب " والتي اعتمدها المغرب مند تولي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، عرش أسلافه الميامين.
تشتمل محفظة الشراكة بالمعهد على عدة شركاء، هدفها إيجاد وتقديم الحلول للمشاكل الشاملة التي تعيق الفلاحة. كما تتمحور الشراكات بالمعهد حول المجالات ذات الإمكانات العالية والتي تعود بالفائدة والمنفعة على جميع الأطراف المتعاقدة.
التحسين الوراثي والزراعي
طور المعهد الوطني للبحث الزراعي بشكل تدريجي، خلال الفترة ما بين 2008 و 2019، باقة من العروض الإنتاجية والخدماتية، لا سيما في مجال التحسين الوراثي من خلال خلق العديد من الأصناف النباتية والسلالات الحيوانية وابتكار العديد من الآلات الزراعية (البذر المباشر، بخاخ للمبيدات، الخ.). أسفرت برامج البحث التي أطلقها المعهد الوطني للبحث الزراعي عن تحقيق الإنجازات الأساسية التالية:
- المحاربة المندمجة: القيام بالبحوث والدراسات المتعلقة ببيولوجيا وإيكولوجيا الحشرة القرمزية للصبار وللأعداء الطبيعيين لهذه الحشرة مع تحديد واقتراح بدائل من أجل المكافحة البيولوجية؛
- تحديد المبيدات الحيوية من أصل نباتي أو جرثومي لمعالجة بساتين الصبار المصابة بالحشرة القرمزية: أظهر الصابون الأسود إمكانات جيدة كمبيد لمحاربة هذه الحشرة والذي تم إدراجه في برنامج متكامل لمكافحة الحشرة القرمزية للصبار؛
- تحديد الأصناف أو السلالات الناشئة لفاكهة الصبار المقاومة أو المتحملة مع هجمات الحشرة القرمزية: تحديد وتسجيل 8 أنواع من الصبار المقاوم للحشرة القرمزية، إكثار أزيد من 27000 نبتة للصبار المقاوم من أجل إنشاء منصات جهوية للصبار، إنشاء 6 منصات للصبار في مناطق مختلفة لإنتاج فاكهة الصبار.